top of page
Search
imbrightksa

العادات الدراسية ومهارات الاستذكار

مع عودة الحياة الدراسية وانغماس الطلاب مع متطلبات الحياة الأكاديمية، فإن أبرز ما يوقظ مضجعهم ويؤرق أذهان أسرهم هو تلبية تلك المتطلبات من حل للواجبات والتحضير والاستذكار لإيمانهم العميق بأهميته في التطور الأكاديمي وتحصيلهم العلمي، في حين أنها تشكل عبئًا كبيرًا على عدد كبير منهم مما يؤثر على مجريات حياتهم وجودة أوقاتهم وتفاعلاتهم اليومية. ومما يزيد من تحديات القدرة على استكمالها بسلاسة وبوقت وجيز، هو عدم معرفة البعض بآليات الاستذكار الفعالة واستراتيجيات بناء العادات الدراسية الجيدة.



أهمية بناء عادات دراسية جيدة

إدراكنا لأهمية بناء عادات دراسية جيدة يعد هو المرتكز والدافع لتطبيقها على أرض الواقع، فالوعي بأهميتها ودورها الفعال بحصول نتائج جيدة وتحقيق الأهداف الاكاديمية المرجوة سينعكس بالتأكيد على ظهور الرغبة في التنظيم والقيام بعملية التخطيط والاستمرارية في تبني ممارسات وعادات دراسية فعالة. فعلى العكس تماما، ظهر مؤخرًا لدى جيل من المتعلمين قصور في إدراك دور تلك الممارسات وأثرها الفعال في مضاعفة النتاج العلمي والوصول للامتياز والتفوق. 


ومن هذا المنطلق، نحن بحاجة لنشر ثقافة الاستذكار من جديد وتوجيه طلابنا وطالباتنا للاستراتيجيات المعينة والمهارات اللازمة وتعميق إيمانهم بأثرها، حتى نصل بهم إلى الشعور بأن مسؤولية التعلم تقع على عاتقهم أولا. ومن خلال تلك المهارات الدراسية سينشأ لدينا جيل يسعى للتعلم ويتعلم تعلمًا أفضل وأسرع خاصة في عالم معرفي ومهاري متسارع مثل عالمنا اليوم!


وحتى نصل بهم إلى المستوى المأمول، نحن بحاجة لتوضيح ثلاثة أصناف من مهارات الاستذكار والتعلم

أولًا: المهارات الإدراكية: ويندرج تحتها استخدام البطاقات في عملية الاستذكار، تسجيل الملاحظات الجانبية ومراجعتها أثناء الاستذكار، وكذلك القيام بعمل الملخصات، ومراجعة القوانين، والمفردات والمعلومات.

ثانيًا: المهارات الميتا إدراكية: وتعني التفكير في طريقة التفكير. ويندرج تحتها طرق التخطيط والمتابعة للتقدم الدراسي والمعرفي، ووضع الأهداف وطرح التساؤلات فيما يخص متى وأين يمكنهم استخدام نوعية المهارات الإدراكية السابق ذكرها.

ثالثا: المهارات العاطفية: بالإضافة للمهارات السابقة، فطلابنا بحاجة لتطوير الحافزية والمسؤولية، وبحاجة لمعرفة ذواتهم بشكل أدق، لتتحول تلك المهارات إلى ممارسات وعادات بنّاءة.


وبناءً على هذه الأصناف الثلاثة لمهارات الاستذكار؛ طلابنا بحاجة لتوجيههم إلى تعلم عدد من المهارات الإدراكية التي ذكرنا بعضها هنا، ولكي يتعلموا، هم بحاجة إلى فرص يمارسون فيها هذه المهارات بالتخطيط والمتابعة لملاحظة أثرها على أدائهم الدراسي. وبمرور الوقت وخلال العديد من الممارسات والتدريبات سيبدأ طلابنا بتحديد الأدوات والطرق والأوقات المناسبة للاستذكار، وبذلك يرتفع لديهم الإحساس بمسؤوليتهم عن تعليم أنفسهم، فيزداد تبعًا لذلك إدراكهم بأهميتها، خاصة عندما يلمسون الآثار الإيجابية نتاج ما أنفقوه من وقت وجهد، ومرة أخرى سترتفع نظرتهم تجاه أنفسهم بأنهم أشخاص قادرين وذوي كفاءة عالية للاستذكار والتعلم، مما يزيد من حافزيتهم وينعكس ذلك على بذلهم المزيد من الجهد للوصول إلى أهداف أعلى وأكبر.


كيف يمكنني مساعدة طفلي/طلابي على الاستذكار؟

  • تأكد أنه على معرفة ودراية بعدد من المهارات الإدراكية المعينة على الاستذكار.

  • ناقش معه نوعية المهارات التي بإمكانه استخدامها (مثل التلخيص أو كتابة الملاحظات…) في عدد من السيناريوهات، مثلًا ما هي المهارة التي تساعد على حفظ جدول الضرب، هل هو استخدام البطاقات، أم تحتاج لعمل الملخصات؟ وهكذا.

  • استخدم معه فكرة الأوقات المتقطعة المتتالية للاستذكار- افصل بين كل فرض وآخر لتتيح له اختبار الطريقة الأنسب لكل محتوى.

  • قم بعمل لعبة يتم من خلالها مراجعة ما تم استذكاره.

  • ركز على مبدأ أن بذل الجهد بإمكانه تحقيق الفارق، شجعه لتحمل مسؤولية استذكاره بنفسه.

  • راجع معه الطرق والمهارات المستخدمة مسبقا وتقييم مدى فاعليتها.

  • ساعده في وضع أهداف منطقية وقابلة للتطبيق، وحدد استراتيجيات لتحقيقها.



وختامًا... بالاستمرارية وبالقليل من الخطوات، بإمكانهم صنع فارق إذا أيقنوا بدور ممارساتهم الفعال وآمنوا بقدراتهم.





د. مشاعل التويجري

مستشارة نماء الطفل




3 views0 comments

Recent Posts

See All

コメント


bottom of page