موسم العودة للمدرسة من المواسم الهامة والمميزة في ذاكرة الأطفال والبالغين، تتنوع طرق الأسر فيها في الاستعداد والتجهيز والتهيئة للعودة إلى مقاعد الدراسة.
فمن ناحية الوقت، يتفاوت الناس في الوقت الذي يقضونه في التهيئة، فمنهم من يتدرج خلال عدة أسابيع، ومنهم من يعطي أول أسبوع دراسي المهمة الكاملة لتعديل ما يجب وينبغي تعديله.
كما تتنوع الأسر في نوعية ما يركزون عليه في تهيئتهم واستعدادهم، فهناك أسر جل تركيزها هو تعديل أوقات النوم وتنظيم فترات اليوم ليسهل على أبنائها العودة لروتين ساعات الاستيقاظ والنوم لأيام المدرسة، في حين أن هناك آخرون أبرز مراسم العودة لديهم تكمن في تلبية احتياجات الدراسة المادية.
وهناك من -إضافة لما سبق- يتعدى ذلك كله ويجعل من فترة العودة للمدرسة فترة إعداد ورفع جاهزية أطفاله نفسيا وعقليا لاستقبال العام الجديد بروح يقظة وعقل مستعد!.
.
وأيا كانت تركيبة ونوعية أسرتك، نود هنا الإشارة لبعض الإرشادات العامة المعينة لتنعم العائلة وأطفالها بعودة صحية متكاملة:
احتفوا سويا بالعودة
مشاعر الأبوين وبهجتهما وموقفهما نحو العودة ينعكس على مشاعر أطفالهم نحو الدراسة، فتصبح لديهم نفس مقبلة مستشعرة لأهمية العلم ومدركة لدور المدرسة الفعال في الارتقاء بالعلم وأهله، وصدور منشرحة قادرة على اكتساب العلوم والاستفادة منها.
قد يكون الاحتفال بعمل لقاء عائلي خاص بالعودة للمدرسة، تخططون له مثل تخطيطكم لأي مناسبة عائلية أخرى، حتى يترسخ في أذهانهم ويرتبط بمشاعرهم ذكرى جميلة وممتعة لهذه الأيام. ومن صور الاحتفال أيضا، إكمال المتطلبات المادية، وإشراك الأطفال في هذه المهام ليزيد حماسهم وإقبالهم وجاهزيتهم.
تدرجوا في العودة لبناء روتين المدرسة
تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ يحتاج وقتا، فلا يكفي ولا ينبغي أن نبدأ بمعالجة موضوع النوم في أول ليلة دراسية؛ لأن النوم والاستيقاظ يرتبطان بالكثير من العمليات الفسيولوجية والذهنية، فالتدرج في التعديل يجعل منها مهمة يسيرة على أجسام أطفالنا ويعطيهم الوقت الكافي للتعامل معها بشكل جيد وصحي.
أيضا، أخذ قسط كافي من النوم قبل الذهاب للمدرسة لا يقلل من نعاس الطفل فقط، بل إن حصوله على ساعات كافية من النوم يجعل دماغه أكثر جاهزية لاستقبال المعلومات ومعالجتها والتمكن من فهمها واستيعابها واستخدامها. أيضا للنوم أثر بالغ في استقرار المشاعر، والتي تؤثر في إقبال الطفل وتفاعله الإيجابي مع معلميه وأصدقائه.
خلق روتين للقراءة الممتعة
ينصح عادة بالقراءة المفتوحة من ثلاث إلى خمس مرات بالأسبوع، لأنها تنشط مناطق الدماغ، فترتفع المهارات العقلية لاستقبال المعلومات. القراءة تتطلب جهدا ذهنيا من انتباه وتركيز وإدراك وتصور وتخيل وتحليل وذاكرة، فتساهم في إبقاء العقل نشطا وتزيد من ثراء حصيلتهم اللغوية مما ينعكس على جاهزيتهم للتعلم والتفاعل مع متطلبات المرحلة الدراسية.
قراءة الكتب عن العودة إلى المدرسة من الخيارات المثالية أيضا؛ فالأطفال الصغار في مرحلة الروضة أو الصفوف الدنيا يشعرون عادة بالقلق من المجهول، فقراءة القصص التي تصور لهم شكل الفصول الدراسية وفترات البرنامج اليومي وكل ما يتضمنه الذهاب للمدرسة تساعدهم على الشعور بالاطمئنان وتخفف من حدة وعدد مخاوفهم.
تجهيز الدماغ ورفع مهاراته
تشير الدراسات العالمية إلى ظاهرة تسمى بال summer slide والتي تحدث بعد توقف الطلاب عن التعلم خلال إجازة الصيف، وهي تعني حدوث تدني في المهارات الاكاديمية والمعرفية في مطلع السنة الدرسية الجديدة مقارنة بما كانت عليه مستوياتهم في نهاية العام الفائت. ولكي نقلل من أثر تلك الظاهرة على أطفالنا، ننصح بغمرهم وتشجيع ممارستهم لأنشطة ذهنية تحافظ على نشاط مهاراتهم، منها على سبيل المثال لا الحصر: حفظ القرآن، وقراءة الكتب المعرفية، وحل العديد من التمارين الرياضية والالغاز، البرمجة، وغيرها من التدريبات التي تركز على تنشيط الدماغ وإبقاءه يقظا!
قراءة الكتب عن العودة إلى المدرسة من الخيارات المثالية أيضا؛ فالأطفال الصغار في مرحلة الروضة أو الصفوف الدنيا يشعرون عادة بالقلق من المجهول، فقراءة القصص التي تصور لهم شكل الفصول الدراسية وفترات البرنامج اليومي وكل ما يتضمنه الذهاب للمدرسة تساعدهم على الشعور بالاطمئنان وتخفف من حدة وعدد مخاوفهم.
د. مشاعل التويجري
مستشارة نماء الطفل
Comments